مستشار «الفاو»: المعروض الغذائي لم يعد يفي بالطلب نتيجة التحديات الجيوسياسية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية نجحت في تحجيم استخدام المبيدات بنسبة 90 %

شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)
شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)
TT

مستشار «الفاو»: المعروض الغذائي لم يعد يفي بالطلب نتيجة التحديات الجيوسياسية

شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)
شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)

قال المستشار الخاص للمدير العام لـ«منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)»، جينغيوان شيا، إن السعودية قدمت مساهمات مالية كبيرة بهدف إنشاء تحالف تعاوني لمواجهة «سوسة النخيل»، موضحاً أن هذه الإسهامات سرّعت تحقيق إنجازات جماعية مهمة على خريطة الزراعة.

وتحدث شيا لـ«الشرق الأوسط» عن دور المنظمة في تأمين سلاسل الإمداد، وقال إن «المعروض لم يعد يفي بالطلب؛ نتيجة التحديات الجيوسياسية»، موضحاً أن استراتيجية «الفاو» تعمل على «إيجاد سلاسل إمداد أكثر مرونة وفاعلية وأمناً، وهذا يعني دعم الإنتاج والغذاء الأفضل ونمط حياة أفضل».

ولفت إلى أن المنظمة تدعم كل دولة بمنتج محدد يساهم في مقاربة سلاسل القيمة، مع دعم التطوير المستدام المتمثل في «التخزين والتصدير صديق البيئة».

وأشار إلى التجربة السعودية في زراعة القهوة، وقال: «منظمة (الفاو) تعمل مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز سلاسل القيمة».

جانب من الاجتماع الختامي لـ«البرنامج الإقليمي لمنظمة الأغذية» الذي عقد في جدة (الشرق الأوسط)

وأضاف أن أحد أساليب تحقيق إنتاجية أعلى هو تقليل استخدام المبيدات؛ «لذلك فالعمل جارٍ على إيجاد أساليب مبتكرة للتقليل من انتشار الآفات، وهذا محور مهم يجب التعامل معه، ولذلك لا بد من أن تكون هناك أساليب للتحكم في الآفات العابرة للحدود».

وعن «آفة النخيل (السوسة الحمراء)»، قال إن «سوسة النخيل أصبحت واسعة الانتشار، وينعكس أثرها على الجانب الاقتصادي، الذي ينعكس بدوره على المزارعين وقطاع الزراعة، وهذا يعطي لـ(اجتماع جدة) أهمية كبرى في مواجهة هذه السوسة التي أصبحت تخرج عن السيطرة، كما أنها عابرة للحدود، ولا بد من أن يكون هناك تعاون على المستويات الثلاثة: المحلي والإقليمي والدولي، بسبب سهولة انتشارها عبر الحدود، مما يوجب التعاون من الدول كافة».

وحول مواجهتها في منطقة الخليج، أكد شيا لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة تكثر فيها أشجار النخيل؛ «ولهذا السبب سيكون لانتشار سوسة النخيل أثر كبير على اقتصاد المنطقة فيما يتعلق بقطاع الزراعة، وهذا دفع بالمنظمة إلى دعم المكاتب الإقليمية في جميع الدول التي بها أشجار النخيل وفيها نسبة لاحتمالية الإصابة أو أنها قد تعرضت بالفعل لهذه السوسة».

وحققت «المنظمة» خلال السنوات الثلاث الماضية تقدماً كبيراً في مكافحة «السوسة»، كما يقول شيا، على 3 محاور رئيسية، شملت «الفائدة الاقتصادية، التي انعكست على المزارعين بسبب النسب العالية في المكافحة وزيادة القدرة على المكافحة. مع ما تحقق في الجانب الاجتماعي. إضافة إلى الفائدة البيئية»، كاشفاً عن أن من أهم وأبرز الإنجازات التي تحققت في الجانب البيئي تقليل استخدام المبيدات بنسبة 90 في المائة بالسعودية.

بحضور 12 دولة... مناقشة تحديات أشجار النخيل (الشرق الأوسط)

وكانت مدينة جدة، الواقعة غرب السعودية، شهدت الاجتماع الختامي لـ«البرنامج الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة» حول «مكافحة سوسة النخيل الحمراء في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا»، الذي عقده «المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء)»، بمشاركة 12 دولة عربية والمهتمين بقطاع الزراعة ومحاربة الآفات.

وقال مستشار قطاع الصحة النباتية في «المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء)»، الدكتور يوسف الفهيد، لـ«الشرق الأوسط» إن «برنامج مواجهة (السوسة الحمراء) انطلق فعلياً في 2022، وسبقته عمليات تحضير في 2017 بمبادرة من السعودية، وإنشاء صندوق ائتماني لمكافحة السوسة المتفشية في الدول العربية».

وأضاف أن «(الصندوق) بدأ عبر 3 فعاليات، تمثلت في: حوكمة برامج السوسة، وإجراء التجارب على مكافحة السوسة، ونقل المعلومات والتقنيات للمزارعين وإرشادهم. وخلال العامين الماضيين، جرى تنفيذ كثير من متطلبات البرنامج ومخرجاته التي ستطبق على أرض الواقع»، مشدداً على أهمية التعاون بين «المركز»؛ الداعم الرئيسي للمخرجات، ومنظمة «الفاو».


مقالات ذات صلة

تحركات روسية لتعزيز مسار التعاون مع الأسد

المشرق العربي سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو مع الرئيس السوري العاصمة السورية دمشق سبتمبر الماضي  (سانا)

تحركات روسية لتعزيز مسار التعاون مع الأسد

التركيز على الملف السوري في زيارته لأبوظبي، والدعوة للانفتاح على دعم الحكومة السورية، في الظروف الإقليمية الراهنة، حملا إشارات مهمة إلى أولويات موسكو.

رائد جبر (موسكو)
الاقتصاد جانب من توقيع مذكرة التفاهم (اتحاد الغرف الخليجية)

اتحاد الغرف الخليجية يوقِّع مذكرة تفاهم لدعم قضايا العمل والتنمية الاجتماعية

وقَّع اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي مذكرة تفاهم مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الأمير سعود بن مشعل يكرِّم أمانة جدة على «مشروع الكورنيش» (صور الجائزة)

جائزة «مكة للتميُّز» تنالها 8 جهات حكومية وجمعية

حصدت 8 جهات حكومية وجمعية جائزة «مكة للتميُّز» في دورتها الـ16 لعام 2024 التي شهدت تطوّراً على مستويات عدّة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد حضور إقليمي وعالمي واسع في الاجتماعات التي شهدتها جدة (شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية)

السعودية تستضيف أول اجتماعات «إيكاو» في الشرق الأوسط

احتفت شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية باليوم العالمي للمراقب الجوي، الذي يوافق 20 أكتوبر من كل عام، بحضور ممثلي المنظمات العالمية والإقليمية لقطاع الطيران.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي (مجلس التعاون)

«التعاون الخليجي»: تصريحات خرازي تدخل سافر في شؤون الدول

أعرب جاسم البديوي أمين مجلس التعاون الخليجي عن رفضه تصريحات المسؤول الإيراني كمال خرازي حول الجزر الإماراتية الثلاث وإجراءات الأمم المتحدة بشأن استقلال البحرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإبراهيم: الأنشطة غير النفطية باتت تشكل 53 % من الناتج المحلي السعودي

وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم (الشرق الأوسط)
وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم (الشرق الأوسط)
TT

الإبراهيم: الأنشطة غير النفطية باتت تشكل 53 % من الناتج المحلي السعودي

وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم (الشرق الأوسط)
وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم (الشرق الأوسط)

قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، إن الاستثمارات الخاصة في القطاع غير النفطي ازدادت بنسبة 70 في المائة، كاشفاً في الوقت ذاته عن أنه للمرة الأولى في تاريخ المملكة، أصبحت الأنشطة غير النفطية تشكِّل 53 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وذلك منذ إطلاق «رؤية 2030».

كلام الإبراهيم جاء خلال كلمته الافتتاحية في اليوم الثالث والأخير لمؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»، لافتاً إلى أن الاقتصاد غير النفطي نما بمعدل 20 في المائة منذ إطلاق الرؤية.

وأضاف الإبراهيم أن نحو 184 شركة نقلت مقراتها الإقليمية إلى السعودية، في النصف الأول من العام الحالي، بينما ارتفعت تراخيص الاستثمار بنحو 50 في المائة، منذ «رؤية 2030»، مؤكداً أن المملكة تقود عملية تحول الطاقة في العالم.

وفيما يخص الذكاء الاصطناعي، شدّد الإبراهيم على أن السعودية ستكون قائداً عالمياً في هذا المجال، إذ إنها ملتزمة بتعزيز التواصل العالمي وزيادة مرونة سلاسل الإمداد، من خلال اتفاقات التجارة الحرة مع دول الخليج والعالم، كما تركز على التكامل الاقتصادي، وتبني التقنيات الناشئة.

وأوضح أنه في إطار «رؤية 2030» أظهرت المملكة أن التنويع ليس ممكناً فقط خلال الأوقات الصعبة، ولكنه ضروري للتقدم المستدام.

وأشار إلى سعي البلاد لبناء اقتصاد أكثر تنافسية يعتمد على المعرفة، وقادر على إنتاج منتجات وخدمات جديدة لتنويع مصادر النمو.

وتابع أن السعودية تعد مكاناً مثالياً لذلك، حيث تفتح أبواب الاستثمارات التي تدعم التكنولوجيا والابتكار، موضحاً أن المملكة عززت مكانتها بوصفها قوةً استثماريةً في المنطقة.

وأفاد وزير الاقتصاد بأن هذا المؤتمر يهدف إلى مناقشة الاستثمار بوصفه عنصراً أساسياً في الاقتصاد العالمي. وأوضح أن «(مبادرة مستقبل الاستثمار) تأتي في وقت يتشكّل فيه المشهد الاستثماري؛ نتيجة للاتجاهات الكبرى مثل التحول في الطاقة، والذكاء الاصطناعي».